اخرى

كيف رسمت الحدود العراقية الاردنية

سياسية

تم ترسيم الحدود بشكلها النهائي في عام 1984 بعد توقيع اتفاقية بين الطرفين بشكل رسمي وجرى إيداعها لدى منظمة الأمم المتحدة ،  ولقد شيّد الأردن بعدها نقاط عبور جديدة ، وهي الحالية التي تبعد عن الحدود القديمة 72 كيلومترًا.

ولقد جرى ترحيل مركز عراقي متقدم في الأراضي الأردنية، معروف الآن باسم طريبيل، وإقامة مواقع عسكرية فيها، بعد أن اُكتُشف في جنوب طريبيل على بعد 15 كيلومترًا في منطقة الريشة ،حقل غاز الريشة عام 1985، وأقام الأردن في المنطقة محطة لتوليد الطاقة الكهربائية، كما قام بتشييد مبنى المركز الحدودي الحالي في 4 تشرين الثاني 1991.

ومنذ سقوط نظام صدام حسين في عام 2003 تظهر بين الحين والأخر مطالبات من نواب وساسة تدعو الى إعادة الحدود الى ما كانت عليه قبل عام 1984 واعتبار ان ما حصل هو تنازل عن أراضي عراقية مهمة من قبل النظام السابق ، والذي أدى في بعض الأوقات الى توتر العلاقات بين بغداد وعمان .

وتعود مشكلة الحدود مع الأردن الى عهد نظام الزعيم عبد الكريم قاسم والذي كان العراق فيه قويا ليفرض ما يريد على الدول المجاورة وهو امر يعد استمرار لقوة البلد وتأثيرها في العهد الملكي الذي اسقط في انقلاب تموز 1958 ، حينها سيطر العراق على الحدود بشكل تام وشيد قاعدة جوية سميت بمطار النظائم او قاعدة الرويشد الجوية وهي قاعدة متقدمة لقاعدة الوليد الجوية، كما شيد مباني ومقار قريبة من بلدة الروشيد التي كانت تمثل خط الحدود السابقة .

وكانت الحدود منذ الاربعينات والخمسينات مفتوحة بين الجانبين خاصة انه كان في تلك الفترة توافق بين النظامين في الاردن والعراق وترابط بين العائلتين المالكتين، حتى توصلا الى اعلان الاتحاد العربي بينهما في الرابع عشر من شباط 1958 وانتهى بانقلاب14 تموز 1958.

وبقيت النقطة الحدودية في بلدة الرويشد التي تبعد عن الحدود الاردنية الحالية نحو 70 كيلومترا، لكن بعد الحرب العراقية الإيرانية وافق العراق على طلب اردني يتضمن تشكيل لجنة اردنية ـ عراقية فنية لترسيم الحدود من خبراء الاراضي والمساحة والمركز الجغرافي الاردني استعانت بالخرائط والوثائق البريطانية زمن الانتداب البريطاني عام 1928، واخذت اللجنة مدة عامين واكثر في عملية المسح والاستكشاف وترسيم الحدود ووضع العلامات الخاصة بذلك.

وتبين خلال عمليات الترسيم ان القاعدة الجوية التي شيدها العراق تقع على الخط الحدودي العراقي الأردني ، أي انها في وسط الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين ولهذا أصبحت هناك قناعة بان القاعدة عديمة الفائدة للطرفين .

ولهذا تم الاتفاق بين الطرفين بحسب “الإعلان الرسمي في حينها ” على ان يحتفظ العراق بالقاعدة ويتاح المجال لحركة الطائرات بحرية ضمن الأجواء العراقية ، ولهذا اخذ العراق من الأردن ذلك الجزء الداخل في أراضيها وتم تعويضها عنه بجزء يدخل على العراق كما هو موضح في الخريطة ليصل الى نقطة جبل عنازه وهي المثلث العراقي الاردني السعودي.

وبرر عدي صدام حسين نجل رئيس النظام السابق صدام حسين ،هذا الاتفاق في مقال له بجريدة بابل عام ١٩٩٥ ،عقب هروب حسين كامل الى الأردن في شهر اب من العام نفسه ، بان كان جزءا من رد الجميل للاردن على موقفه الداعم للعراق في الحرب مع ايران وتم فيه التغاضي عن مصلحة العراق باعطاء مساحات للاردن ، وجاء هذا المقال في انتقاد حاد على استضافة عمان لحسين كامل في حينها.

ويشير هذا الامر الى ان مصلحة العراق لم تؤخذ بشكل جدي في هذا الاتفاق الذي تم تحت وقع تأثير الحرب العراقية الإيرانية ومن دون استغلال قوة الدولة العراقية ومؤسسات في حينها للحصول على اتفاق يضمن مكاسب إضافية للبلاد.

اعرض المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى